اخبار هلا كندا – واصلت أسعار النفط تراجعها لليوم الخامس على التوالي، حيث سجلت أدنى مستوياتها منذ فبراير/شباط 2021، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات في الحرب التجارية العالمية، بعد بدء تنفيذ رسوم جمركية “مضادة” فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وقد شملت الإجراءات الجديدة فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على السلع الصينية، ما أدى إلى مزيد من القلق في الأسواق.
وفي أحدث جلسات التداول، هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 3.42 دولارات (5.44%) لتصل إلى 59.53 دولاراً للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 3.41% إلى 57.17 دولاراً للبرميل.
وسجّل الخامان تراجعاً بنحو 4% خلال الجلسة قبل أن يقلصا جزءاً من خسائرهما. ويأتي هذا الانخفاض المستمر منذ خمسة أيام بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، ما عزز المخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة.
البيت الأبيض وعين على 50 دولاراً
قال المحلل في “بانمور ليبيرم”، آشلي كيلتي، إن بعض المحللين في الولايات المتحدة يعتقدون أن إدارة البيت الأبيض تسعى إلى دفع أسعار النفط للهبوط إلى حدود 50 دولاراً للبرميل، في ظل ثقتها بقدرة قطاع النفط والغاز المحلي على الصمود.
وأضاف: “لكننا نرى أن هذا الهدف قد يكون مضللاً، إذ من المرجح أن يؤدي إلى تراجع الإنتاج الأميركي، ويفتح المجال أمام منظمة أوبك لاستعادة نفوذها في السوق كمصدر رئيسي قادر على التأثير في الأسعار”.
تصعيد أوروبي وصيني
ومن المنتظر أن تعلن دول الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق اليوم الأربعاء أولى خطواتها في الرد على الرسوم الأميركية، لتنضم بذلك إلى الصين وكندا في اتخاذ إجراءات مضادة.
من جهتها، أكدت بكين أنها لن تخضع لما وصفته بـ”الابتزاز الأميركي”، وذلك بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية، ما لم تُلغَ الرسوم الانتقامية التي تبلغ نسبتها حالياً 34%.
قلق من ركود عالمي
وقالت يي لين، نائبة رئيس أسواق السلع في شركة “ريستاد إنرجي”، إن “الرد الصيني الحازم يقلص فرص التوصل إلى اتفاق سريع بين أكبر اقتصادين في العالم، ما يعزز المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي”.
وأضافت أن “نمو الطلب الصيني على النفط، الذي يتراوح حالياً بين 50 و100 ألف برميل يومياً، مهدد إذا استمرت الحرب التجارية لفترة أطول”، لكنها أشارت إلى أن “برامج التحفيز الداخلي في الصين قد تحدّ من الخسائر المحتملة”.
ضغوط إضافية من أوبك بلس
وفي سياق آخر، زادت الضغوط على أسعار النفط بعد إعلان تحالف أوبك بلس الأسبوع الماضي عن رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً بدءاً من مايو/أيار المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى فائض في المعروض، بحسب توقعات المحللين.
من جهته، توقع بنك غولدمان ساكس تراجع أسعار خام برنت والخام الأميركي إلى 62 و58 دولاراً للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وإلى 55 و51 دولاراً للبرميل في نهاية 2026.
مؤشر إيجابي من المخزونات الأميركية
في المقابل، أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي تراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 أبريل/نيسان، خلافاً للتوقعات التي أشارت إلى زيادة بنحو 1.4 مليون برميل.
ومن المقرر أن تُصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها الرسمية في وقت لاحق اليوم الأربعاء











